القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية العقل المختطف 8

روايات قصيرة كاملة،رواية،قصة،قصص قصيرة،روايات طويلة،روايات عربية،روايات مترجمة،كتب إلكترونية،تحميل كتب،قراءة كتب،مكتبة،أدب،كتابة إبداعية،مؤلفون،ناشرون،مراجعات كتب،رومانسية،تاريخية،خيال علمي،تشويق،رعب،كوميديا،سيرة ذاتية،كتب دينية،كتب فلسفية،كتب علمية،كتب سياسية،كتب تنمية ذاتية،كتب رياضية،كتب طبخ،كتب فنية،روايات عربية،روايات مترجمة،روايات إنجليزية،روايات فرنسية،روايات إسبانية،روايات ألمانية،روايات صينية،روايات يابانية،روايات روسية،كتب للأطفال،كتب للمراهقين،كتب للكبار،قراءة مجانية،قراءة مدفوعة،اشتراك شهري،تحميل مجاني،تحميل مدفوع،قراءة على الإنترنت،قراءة على الهاتف،قراءة على الجهاز اللوحي،قراءة على الكمبيوتر،كتب صوتية،ملخصات كتب،اقتباسات من الكتب،منتديات نقاش،جوائز أدبية،



رواية العقل المختطف 8




ترك لها الحمام للاستحمام، حدقت أمامها بهدوء وهي تستخدم المنتجات القليلة التي قدمه لها ، لكن كل ذلك بدا وكأنه روتين من الماضي و غريب على لمستها، حتى أنها قفزت عندما أصابها الماء والحرارة المفاجئة تتناقض مع البرد في الغرفة.
عندما انتهت شعرت وكأنها شخص جديد، كانت رائحة الحمضيات والزهور تتدلى حولها مثل العطر ، وهي تمرر يدها عبر شعرها متفاجئة من اللمسة الناعمة بعد تشابكها.
شعرت بكل مشاعرها بالملل وكأنها كانت وسط ضباب كثيف غير قادرة على الوصول إلى أي منها.
شعرت بأنها بعيدة جدًا عن جسدها لدرجة أنها عندما خرجت من الحمام الصغير في الغرفة التي أصبح منزلها لم تتفاعل على الإطلاق عندما تعثرت وسقطت .
لم يكن من المستغرب حقًا فقد اعتقدت أنها شعرت بفقدان توازنها وهي لم تستخدم ساقيها كثيرا و شعرت بالمدة مرت وكانها عصور، كان الوقوف على ساقيها صعبًا بما فيه الكفاية ناهيك عن المشي وهو إنجاز بدا غير معروف لها الآن.
عندما تعثرت كانت تتمنى ان تصطدم بالارض بقوة لاصابتها بالارتجاج او الموت وربما بعد ذلك يمكنها أن تنام أخيرًا وترتاح من معاناتها .
أغمضت عينيها تحسبا للضربة لكن كل ما شعرت به هو شيء رقيق يصطدم بجبينها، فقط عندما أرادت أن تنظر إلى الأعلى لترى ماهو.. أصابتها الرائحة المألوفة.
رائحة الكولونيا والثلج والموت، لقد كان مزيجًا لن تنساه أبدًا.
قال لوجن بينما كان يديه يلامس ظهرها :
« لا تسقطي الآن ايميليا ».
لم تستطع إلا أن تتوق إلى اللمسة الإنسانية ، حرارة شخص آخر غير نفسها.
عندما نظرت إليه ، علمت أنها ربما بدت يائسة.
همست ايميليا :
« شكرًا لك » .
كانت رغم أنها كانت تعلم أنه لا ينبغي لها ذلك فقد كانت ممتنة. لقد أمسك بها وأعطاها الطعام وتركها تستحم.
على الرغم من أن الجزء العقلاني منها كان يصرخ في وجهها أن هذه كانت متلازمة ستوكهولم في أفضل حالاتها وأنها لم تكن بحاجة إلى أن تكون ممتنة له على الإطلاق إلا أن جزءًا آخر منها همس بأنه لطيف، كان هو كل ما لديها.
لذلك ربما كان هناك جزء أكثر ليونة مختبئًا تحت الغطرسة التي أظهرها للعالم، كان لدى كل شخص بعض مظاهر الإنسانية بعد كل شيء.
قال لوجن :
« لا أريدكِ أن تتأذي » ولمرة واحدة لم ترتجف من ابتسامته.
عندما لم ير أي رفض في نظرها كانت يديه مقوسة على خديها ، وهي لمسة ناعمة من الجلد الخشن.
تمتم لوجن قائلاً:
« كما تعلمين أنتي الوحيدة التي تستوعبني حقًا، لذلك لا يمكنني السماح لك بالرحيل » .
جذبها نحوه وهو يعانقها بقوة وأغمضت عينيها فقط لأنها كانت متعبة ومتعبة للغاية.
قال لوجن :
« في اي مكان سأجد شخصًا مثلك؟ ».
وعلى الرغم من أنها احتقرت نفسها بسبب ذلك فإن حقيقة أن شخصًا ما احتاجها جعلها أكثر سعادة مما تود الاعتراف به.
هناك قالت للأصوات التي في رأسها كنت مخطئا، هو يحتاجني بعد كل شيء.
هو أسكتهم.
وللمرة الأولى منذ فترة طويلة فهي الآن ترتاح بين ذراعيه و شعرت بالسلام.
جُرفت قدميها عن الأرض ولاحظت انها ثقيلة وربما خدرت لدرجة أنها لم تستجب لأي شيء.
حملها لوجن وتتبعت عيناها خطوط عضلاته المنثنية وظهرت المصطلحات التشريحية في رأسها واحدة تلو الأخرى.
فقط عندما شعرت بحرارة نظرته لها أدركت أنها كانت تهمس وهو كان يستمع لها وهو تغيير مرحب به من الملل الذي كانت تعيشه يومًا بعد يوم.
عندما جلس كانت لا تزال بين ذراعيه اهتزت من أفكارها.
قال لوجن:
« هيا ، استمري بحديثك » .
احتوى صوته على مثل هذا الفضول المقيت ونعومة معينة لم تكن معتادة عليه، لذلك بالرغم من أن الصوت يخبرها أنه مروع ولا يجب أن لا تستمع لأي من طلباته تابعت صوته وكان هادئًا مثل تناغم الأغنية و أخبرته عن كل رباط وعظم وكل ماتعلمته في كلية الطب و حول الأمراض وحول العلاجات.
استمع لها جيدا، استمع لها القاتل المتسلسل القاسي بدم بارد لوجن ويسلي وهي تتحدث ولم يقاطعها مرة واحدة لانها كانت متحمسة وتحدثت بسرعة كبيرة أو عندما تعثرت بكلماتها في عجلة من أمرها لإلقاء كل المعلومات في ذهنها.
عندما لم تعد قادرة على الكلام كان صوتها الأجش هشًا بالفعل بسبب الإهمال ، توقفت وعندما نظرت في عينيه رأت شوكولاتة الحليب والعسل والأرض والجمال وقالت بقلبها ما أجمل عينيه.
وهو مقابل معلوماتها فتح فمه ثم حدثها عن شبابه، تحدث بشكل عرضي بدون مشاعر ولم يكن هناك أي عاطفة مرئية أو مسموعة قالها كما لو كان يتحدث عن الطقس أو أي أخبار يومية أخرى.





قال لوجن :
« لدي هذه الذكرى البارزة جدًا عندما كنت في الثامنة من عمري وهربت من والدي بعد أن انتهى من ضرب أمي، كما ترين اتبع هذا الرجل دائمًا نمطًا معينًا في كل مرة وهي (الشرب، يضربها ثم يضربني) مرارا وتكرارا وكان ذلك اليوم هو نفسه الذي هربت فيه، كنت أتوقع حدوث ذلك لذلك هربت وطاردني » .
توقفت أنفاسه في حلقه ونظرت إلى الأعلى وبدا وميض في عينيه.
قال لوجن :
« لكن ذلك اليوم كان مختلفًا كما تعلمين ، كان اليوم الذي اكتشفت فيه لأول مرة مدى هشاشة البشر ، لأنه عندما ضربني وضرب رأسي على الأرض أخذت مسمارًا مفكوكًا وطعنته بشكل سريع في عينه ».
وضحك، كانت ضحكة مكتومة لاهثة بلا عاطفة.
قال لوجن :
« لقد ضربني في المستشفى بعد ذلك ، واضطررت للبقاء هناك لشهور، لولا الجيران الذين اتصلوا بالشرطة ، من يدري ، لما كنت هنا حيا على الإطلاق » .
وعلى الرغم من أن معظم الناس كانوا سيقولون ذلك بالخوف أو التردد أو الغضب ، لم تستطع فك كل ما كان يضيء بعينيه، لكنها أشفقت عليه ، هذا الصبي الذي لم تتح له الفرصة أبدًا للنمو سليما والذي تعرض للضرب والأذى ولم يحبه والداه أبدًا.
لذلك بعد حديثه وضعت يدها على خده ، فاجأت نفسها ، واتسعت عيناه.
لم تكن متأكدة مما إذا كان قد اكتشف أي عاطفة كانت مرئية في عينيها لكنه لم يقل أي شيء بل يميل إلى الأمام مبتعدا عنها مقابل لمسها بدلاً من ذلك.
ابتسم لوجن وقال :
« لا تقلقي » وأقسمت أنه يشبه الملاك والضوء الباهت يشكّل هالة حول رأسه ، لم يكن بشري جدًا في هذه اللحظة.
قال لوجن :
« لقد أصبته بالعمى اللعين ».
وهذه كانت آخر كلماته قبل ان تنهار من الإرهاق وتغمض عينيها.








__________ ﹎ ♥ ﹎ __________







__________ ﹎ ♥ ﹎ __________