التدليك بأنامل روحية تشفي الجسد
تزايد الاهتمام في السنوات الاخيرة بالتدليك، إلى درجة
ظهرت معها معاهد متخصصة في تدريس هذا العلم الذي يعتمد
على معرفة عميقة بتشريح الجسم الإنساني
وفسيولوجية أعضائه، لذا فإن الكثير مـن الأشخاص الذين أولعوا بالتدليك وجدوا أنفسهم
ينساقون إلى دورات تستمر الواحدة منها عامين كاملين، لإتقان فنون هذه الصنعة والتعرف إلى فوائدها.
ولا تقتصر فائدة التدليك الجيد على الراحة النفسية التي تأتي بعد ممارسته، وإنما يساعد في إعـادة
الانسجام والتناغم، ويسيطر نفسيا على كل جزء منه وعلى أية حركة تنتابه.
عندما يؤدي الانفعال الشديد في أحوال كثيرة إلى فقدان توازن حركات الجسم، يعمل
عندما يؤدي الانفعال الشديد في أحوال كثيرة إلى فقدان توازن حركات الجسم، يعمل
التدليك العلمي على إثارة العقل للسيطرة على جميع عضلات الجسم، عن طریق توزيع أوامره بانسجام
كامل، إلى درجة تجعل العارفين بـبواطن علم التدليك قادرين على
قراءة الخارطة النفسية للشخص في أثناء الجلسة من خلال حركاته وإشاراته وطريقة مشيته.
وهكذا، ازدادت فى الدول وانفتحت برامجها على العلوم الطبية،
وعلى الروحانيات والتراث الشرقي والصيني منه على وجه الخصوص
وعليه نجد أن المحاضرين في هذه المعاهد أصبحوا
من كبار أساتذة الطب والطب النفسي، ومن المتخصصين في التراث الشرقي من اساتذة
اليوغا، فيما تزايدت أعداد المنظمين لهذه الدورات، لتشمل الأمهات بأجود طرق التدليك،
والعاملين في مراکز التجميل وعيادات الطب النفسي التطبيقي.
فالكل ياتي الى هذه المعاهد لاستكمال معارفه المهنية، ولإضفاء السعادة على الأجساد التي
فالكل ياتي الى هذه المعاهد لاستكمال معارفه المهنية، ولإضفاء السعادة على الأجساد التي
تقع بين يديه، وذلك عن طريق تدليك مداخل ومخارج الطاقة في البنية العضلية. والتدليك أصدق كلاما من
الكلمات ذاتها، إذ يمكن نقل الأحاسيس اللطيفة بلغة اللمس
وبأسلوبه، أو لنقل بأساليبه المتعددة التي تفرعت عن الطرائق الصينية
والهندية والتركية والتايلندية، كما أن أغراض المزاج تبد و متعددة مثل
طبيعة عضلات الجسم الإنساني، فما يصلح للكف والقدم يختلف عن ذلك
المخصص لعضلات الظهر أو الاكتاف أو الرقبة، فيما كثرت الكتب التـي
تتحدث عن هذه الأساليب والتي تشرح طرقها وفوائدها.
ويبدو أن أجسام الغربيين التي كانت إلى عهد قريب متأثرة بالنزعة الفردية ورفض سيطرة الآخر،
أصبحت مع تعدد معاهد التدليك مغرمة بهذا الفن، ربما، بسبب
الضغوط الشديدة التی تفرضها الحيـاة المعاصرة، وباتت جلسات
التدليك جزءا لايتجزا من البرنـامج الأسبوعي للفرد الأوروبي، كما أصبح
ما يعرف بأدب التدليك جزءا من مكتبة المنزل، بل أصبـح الشخص المهتم بأمر التدليك قادرا على تطبيقه على نفسه أو على أحد معارفه من خلال عدة خطوات ضرورية، تبدا مع ضرورة التخلص موقتا من
المشكلات والهموم التي تملأ الرأس وتركز الانتباه إلى خارج الجسد، مثل
أية قطعة موسيقية هادئة، وفی جو وتستخدم الزيوت الأساسية بأنواعها، ويمكن اختيـار المـنـاسب منها حسب طبيعة الجلد، من حيث جفافه أو دهنيته، شريطة ألا تكون هذه الزيوت معطرة، وغالبا ما يتم اختيار زيوت، مثل زيت السمسم او اللوز الحلو او زيت بذور العنب، وتضاف إلى آي منها زيوت النباتات البرية، حيث يدمن المكان بخفة، ثم
تمرر أطراف الأصـابـع عند مناطق التقاء العضلات المختلفة، أو أن تدعك
أطراف أصابع القدم بخفة، ويمرغ باطنها بحسب اتجاهات الخطوط فيهـا، وذلك باستخدام مرآة صغيرة لهذا الغرض.
وفي الحقيقة فإن التدلـيك الذاتي يظل أقل فـائـدة مـن تدليك شخص عارف .