قصة قصيرة : ذكرياتي الممزقة
لمياء ". . هيا يا ابنتي. . تعالي اتعشي. .
- لا أريد يا أمي.
أصرت أمي وخالتي علي لكني أشرت لهما بأني شبعي ولا أرید
وبقيت في مكاني على الشاطئ . .
شيء ما كان يقض مضجعي ويحرمني السعادة والتمتع في
الحياة .. شيء أعرفه جيدا. .
إني أغرق فيه. . كما قد يغرق طفل في أعماق هذا البحر. .
الفرق . . أن الطفل يستطيع أن يصرخ حينها ويطلب المساعدة قد
يلوح بيده هنا وهناك طلبا للنجاة.. لكن أنا
أغرق بصمت وهدوء. . دون أن يشعر بي أحد. . ودون أن أستطيع أن أبوح لأحد..
أشعر بالعطف على نفسي المسكينة کم تحملت وهي لم تجاوزعامها السادس عشر ..
کم عانت وخافت وبكت وهي لم تزل في بداية حياتها . .
كل ذلك. . بسبب سارة". . نعم. إنها السبب . هي التي زینت لی
هذا الطريق الشائك . . هذه ال ....
گلا . . بل إن أمي هي السبب. . نعم. . أمي التي لم تهتم بي يوما ولم
تحبني.. لقد تركت لي الحرية المطلقة دون أن تسال عني أو حتى تشك بي ولو للحظة. . ألا تعلم أني بشر . . ضعيفة . . لماذا لم تحتويني يوما ولم تسألني عن مشاكلي. . لم لم تسألني يوما إلی این اذهب مع
السائق ومع من كنت أخرج؟. . لماذا يا أمي. . لماذا لا تحبيني وتحرصين علي ..
لم أشعر أن أحدا يحبني.. حتى اخواني هم ايضا لم يهتمو بي جيدا ..
شعرت أني وجدت كل ما أحتاجه لديه . . الحب والحنان والرقة..
كنت غبية . .
كلا لم أكن غبية لهذه الدرجة.. أي فتاة مثلي كان بإمكانها أن
تصدق ما قاله لقد كان مؤثرا في كل كلمة قالها.. كيف لي أن أعرف أنه لم يكن كذلك؟ إنه ليس ذنبي أن صدقته ...ربما.... هو ذنبي.. لا اعرف ... أحببته من كل قلبي... ومنحته قلبي البريء المتعطش... و رغم جفائه ...
لا زلت غیر قادرة على كرهه. . فلماذا تركني. . لماذا فعل بي هذا لماذا؟؟
حطم قلبي وتركني ضائعة. . أتخبط باحثة عمن يحتويني بعده!
استمريت في البكاء مدة طويلة.. حتي مر بائع البالونات. . وحوله بعض الأطفال. .
- مدام. . فيه صرف خمسين ریال. .؟
رفعت راسي .. نظرت للبالونات ..ووجوه الاطفال البريئة حوله. . تنتظر صرف المبلغ.
ابتلعت عبراتي. . وأدخلت يدي في حقيبتي. .
هذه ورقة عشرين ريال. . وهذه ورقة عشرة. . م ..م. . ماذا يوجد أيضا. هذه
هذه ورقة عشرين ريال. . وهذه ورقة عشرة. . م ..م. . ماذا يوجد أيضا. هذه
ورقة. .! أوف. . إنها صورته. . جعدتها ہيدي واستمريت أبحث. نعم. . هذه
و رقة عشرين أخرى. . الحمد لله
- تفضل. .
- شكرا مدام. .
وناولني ورقة الخمسين. .
- لحظة. لو سمحت إديني وحدة . .! !
حملق البائع في للحظة وأنا أناوله المبلغ بكل جدية. ثم ما لبث أن ناولني ..
كانت البالونة حمراء جميلة على شكل قلب. . لوهلة شعرت بأنها قلبي
الضائع الذي ذاب كمدا, أمسكتها بيدي. ثم ساورتني رغبة طفولية في أن أدعها تطير عاليا. وأرقبها من هنا.
نظرت إليها طويلا وضممتها . ثم. . أطلقت يدي وتركتها تطير. .
بدأت تطیر بهدوء وأنا أرقبها.. شعرت في تلك اللحظة أني أحرر قلبي من سجن هذه العلاقة
أحرر قلبي من سلطانه الظالم علي. . حين استغل طفولتي
شعرت أني ونقاوتي ورقة قلبي اسيره
جعلني أسيرة لأحرف اسمه.
ترى. . أي حب هذا كان على أن أتلظي بناره خلف أسوار الخوف والتردد
وتأنيب الضمير. .
أكان لهذا الحب أن يعيش. .؟ كان يجب أن أعلم يقينا منذ البداية أنه
سيموت لحظة ولادته. لأنه حب كاذب وغير شرعي . .
توقفت للحظة عن هذا التفكير . .
وأخذت أنظر إلى البالونة وهي تطير نحو السماء. سبحان الله. كم هي
جميلة. . ضوء القمر أنساب على هذه الغيوم فأكسبها غلالة رائعة. والبالونة
تطير. وتطير. . ثم تخترق الغيوم. . وتطير. . عااليا.
حتى اختفت. .
فكرت لوهلة.. وماذا خلف هذه السماوات. ماذا هناك . .
سرت في جسمي قشعريرة غريبة. حين تخيلت أن الله فوقنا الآن. .
إنه ينظر إلى في هذه اللحظة.. ويعلم بكل ما يتردد في سري. .
فانتابتني خشية لم أشعر بها من قبل..
سبحان الله. إنه ينظر إلى الآن. . وقد كان ينظر إلى منذ ولدت
وحين كنت أحادث احمد في الهاتف. . وحين كنت أخرج معه
كان الله ينظر إلي في كل لحظة. لكنه أمهلني.. وصبر علي وهو الكريم. أكرمني و رحمني. ولم يعجل بعقابي أو بموتي حتی أموت وأنا عاصية ..تذكرت فجأة قصة روتها لنا معلمة فاضلة. . حين قالت.. أن سيارة
أصيبت في حادث ومات من فیها. . وحين أخرجوهما وجدوهما فتاة وشاب. فتخيلوا الموقف حين يحضر الأب والأهل..
ويعلموا أن ابنتهم ماتت وهي خارجة مع شاب. فضيحة في الدنيا والآخرة..
ويعلموا أن ابنتهم ماتت وهي خارجة مع شاب. فضيحة في الدنيا والآخرة..
توقفت لوهلة وتخیلت لو كنت أنا مكانها۔
كيف سأسود وجه أبي وأمي وعائلتي. . وقبل كل ذلك. . كيف سيكون
مصيري وموقفي. . هناك. . أمام الله؟
يا الله. الحمد لله. أن كتب لي النجاة من هذه العلاقة . . الحمد لله
أني نجوت منه قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه . .
الحمد لله أن رحمني ولطف بي وأمهلني حتى هذه اللحظة .. شعرت بانتعاش يسري في قلبي وكأنه عاد للحیاة من جديد. . وبدأ
ينبض بصوت الحياة.
أدخلت يدي في حقیبتي. . وأخرجت صورته. . نظرت إليها طويلا. .
أيها القاسي. كيف استطعت أن تعبث بقلب فتاة مثلی بکل برود.. كيف كنت تدعي الحب الصادق والعشق. . وأنت أبعد الناس عنه. .!ابتسمت حين تذكرت عبارات حبه. وأنا أتذكر لحظة اكتشافي لعلاقته بإحدى صديقاتي في نفس الوقت!
أشعر بالعجب حقا كیف كان لي أن أصدقه طوال تلك المدة. وأصدق أعذاره وحججه.
يا الله ! خلف ذلك المظهر الوسیم اكان يختفي شخص اخر ..
كم كنت بلهاء حين عشقت القناع ..وبعت من اجله .. راحتي وهدوء نفسي. . بل بعت ديني. . حتما إنك لا تستحق سوی
الرثاء أيها ال....
توقفت عن التفكير. . شخص مثله لا يستحق أن أخسر دقيقة في التفكير به
مزقت صورته مزقتها تماما . . إلى قطع صغيرة . . رميتها على الأرض
ثم وقفت لأطاها برجلي. شعرت في هذه اللحظة أنی أرمي القيد الذي كان یكبلني ويحرمنى السعادة. . الحمد لله يارب اغفرلي وتب علي يا الله. . كم أنت رحيم وكريم. أمهلتني وصبرت علي وأنا أعصيك..
فامنن علي بعفوك ومغفرتك وأنا عائدة إليك. .
وفجأة. شعرت بقرصة جوع، فقمت من مكاني لأجري نحو امي وخالتي. . بقي شيء من العشاء؟ أنا جائعة
وخلفي . . تهادت موجة ماء قوية عمرت مكان جلوسي. ..
وابتلعت بقايا صورته . . .