اهميه التقويم الهجري
التقويم الهجري .. تنظيم للعبادات وتذكير لم يكن التقويم الهجري بالنسبة إلى المسلمين مجرد أرقام وأسماء شهور، يدل ذالك على ارتباط الامة الاسلامية بتاريخها العتيق وتميز الايام بارتباط المسلمين بعباداتهم و اداء مناسكها باكمل وجه ، الذي بظهوره يبد شهر وينتهي
آخر، وفقا لمنازل وأطوار قدرها العزيز العليم. عن التقويم الهجري وبداية العمل به، والدواعي التي أدت إلى ذلك، والعبر التي
يمكن أن نستلهمها، لأن الآيات الكريمة بينت الأشهر الحرم، وأكدت تميزهاومكانتها.
وعندما دعت الحاجة إلى
وضع تاريخ ثابت وعام للمسلمين جميعا، وقت أن توسعت الدولة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، وفتحت الشام والعراق ومصر، وغيرها من البلدان، فرای أمير المؤمنين ومن معه من الصحابة الأجلاء (رضوان الله تعالى عليهم)، الحـاجـة إلـى وضع تاريخ يكون نابعا منالإسلام، منبثقا من هذا الدين، مذكراً بمعالمه وأيامه العظيمة في بداياته، فرأوا أن يبدأ من هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، لأنه بالهجرة بدأت دولة الإسلام في التكوين والنمو ولا إلى الدولة الموحدة الحاضرة. وكذلك بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم)،
إنما الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
هي المهمة لتكوين دولة بدون نزاعات بين المسلمين المهاجرين و الانصار .
هي المهمة لتكوين دولة بدون نزاعات بين المسلمين المهاجرين و الانصار .
وإن كان النبي
صلى الله عليه وسلم ، خرج من مكة في الربيع الأول، ولكن نظر الصحابة إلى شهر الله المحرم، فرأوا فيه بداية عظيمة كريمة،
والإسلام وهو يعترف بالأنبياء ، و وجوب تركهم كل ما سبق أيام التشريع الجديد.
استقلال في الدين والمنهاج :
ثمة حكمة خالدة ومغرى كبير، من وراء اتخاذ المسلمين تقويما خاصا بهم. لأنهم آی المسلمين، خير امة أخرجت للناس، شريطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله عز وجل.
وهذه الحكمة في الاستقلالية تتفق مع توجيهات الإسلام، واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رأي النبي صلى الله عليه وسلم يوما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمسك صحيفة من التوراة
يقرا فيها ليدل صلى الله عليه وسلم الأمة إلى أن الذي هم عليه
من الدين، إنما هو أعظم ما آمن الأمم.
فينبغي ألا يلتفتوا إلى شيء سواه ، فإن كان في ما سواه شيء من الحق، فإن هذا الحق موجود في الإسلام في اكمل صورة،
فينبغي ألا يلتفتوا إلى شيء سواه ، فإن كان في ما سواه شيء من الحق، فإن هذا الحق موجود في الإسلام في اكمل صورة،
وأعظم كمال، وإن كان ما في الكتب الأخری قد حرف وبدل، فلا ينبغي بحال من الأحوال أن نلتفت إلى الباطل، مع وجود الحق، فإذا
طلع الصبح أطفئت القناديل التي كانت تضيء في الليل. وصبح الإسلام قد أشرق، وأن تبقي أي قناديل في ضوء الصبح والشمس.
أهمية الوقت والتوقيت :
ما ورد في النصوص من بيان السنة
وشهورها، والأشهر الحرم وغيرها، والأيام واسمائها وأوقات العبادات واختلافها، كل ذلك وغيره يدل على ضرورة التوقيت شي
حياة المسلم والمجتمع، وعلى أهمية الوقت في الإسلام، ويكشف عن هذه الضرورة وتلك الأهمية الشرائع الدينية. فالصلاة كانت على
المؤمنين كتابا موقوتاً كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة، حيث قال الله عز وجل ( وإن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )
أي لها وقتها وظروفها، بداية ونهاية. فيجب على المسلم أن لا يتجاوز حدود الزمن وألا يهمل ما وقته الله له من شرائع.
وكذلك الزكاة، لها حول هجري كامل يمر على المال، فتجب زكاته. والحول يجب أن يكون هجريا. لأن أمور الإسلام قامت على
ذلك، كما سن القرآن الكريم في الآية التي سبقت أن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا.
وأن الأشهر الحرم أربعة وهي ذو القعدة. وذو الحجة، والمحرم ورجب. الذي بين جمادی الآخرة، وشعبان.
وكذلك الصيام، حيث يصوم المسلمون شهرا في العام،هوشهر رمضان. وإذا لاحظنا كيف يثبت هذا الشهر بداية ونهاية،
سواء آكان ذلك في الصوم أم في الحج، عبر فصول السنة، فهى غير ثابتة في فصل واحد، وذلك من رحمة الله عز وجل وحكمته.
إن كان عند أصحاب ذلك التاريخ عبادات ثابتة ولا تنتقل من وقت إلى اخر.
كذلك الحج حيث قال عز وجل، في الآية الكريمة الحج أشهر معلومات. وأشهر الحج هي شوال، وذوالقعدة، وذو الحجة.
وهذا التاريخ يرجع أيضا إلى القمر في ثبوت اول الشهر وآخره ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشرع للامة منذ أول البعثة، التعامل العملي مع الشهور الهجرية في كل فرائض الإسلام ومعاملاته، قال إن الشهر تسع وعشرون والشهر ثلاثون. بمعنى أن الشهر الهجري 29 يوما فقط، وقد يكون في بعض الأحيان ثلاثين يوما والمرجعية في ذلك إلى
رؤية الهلال في أول الشهر، ورؤيته في اخره، وبداية الشهر الذي يليه، وهكذا. وهو صلى الله عليه وسلم القائل في هذا المجال،
عن شهر رمضان وبداية العبادة:
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، أي الهلال، فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما .وقفة إيمانية عاقلة :
وإذا أردنا أن نقف وقفة إيمانية عاقلة
حتى يستغفر عن التقصير، ويطلب المزید من الخیر، وتنشط نفسه في بداية كل عام بجذوة الأمل نحو العمل، ويريد أن يكون عامه
الحالي خيرا، وأفضل من عامه الماضي. والخيرية هنا في مجال مرضاة الله،
والتزود للحياة الباقية. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: من استوي يوماه فهو مجنون«. بمعنى أن الذي لا يزداد يومه
خيراً وعملاً صالحاً على أمسه فهو خاسر، فكيف بالذي يستوي عاماه، بحيث لا يزداد
فهو أعظم من الخاسر وأشد من المحروم.