ارآء متفاوتة للطرف الآخر
شباب يفضلونها مفترسة .. و شابات مستعدات لتاديبهم
يصادفك أحدهم في الطريقذو عضلات أو شوارب ، ومشية ناضحة بالفتوة
والنشاط، وعينان متحفزتان تتنقلان بسرعة البرق يمينا ويسارا .
تقول نفسك: »يا لطيف، کان الله في عون زوجته، أو من سوف تتزوجه . سوف يفتك بها ويفترسها ويفصص عظامها عند أبسط غلطة. ولا تدري أن كل هذا الهيلمان، لا يخفي وراءه سوى أرنب.
حينما كتب الأديب »نجيب محفوظ« ثـلاثيـتـه الشهيرة »بين الـقصـرين« و»قصر الشوق« و»السكرية،، لم يکن يعلم ان شخصيه سي السيد« ، سوف تتلاشي مع معطيات القرن
الحادي والعشرين. ولم يخطر على باله أن 20٪ من الشبـاب يفضلون أن يكونـوا كالقطط الوديعة تحكمهم زوجـات مفترسات، فأمعن في إبراز شخصية »سي السيد« واظهار قوتها وتسلطها
وسيطـرتهـا على كل من في المنزل، لدرجة أن زوجته ترتعد خوفا حينما يضع قدمه على أول درجات السلم.
الفتاة البسكويت :
يرفض محمـد 23 عاما الطالب كلية التربية الفتاة
الناعمة، لأن الزوجة لابد أن تكون قوية لتتحمل المصاعب والمتاعب الزوجية، ولأن الزوجة »البسكويت« لا تستطيع تحمل مسؤولية
نفسها فالمرأة القوية، لا أعني البنيان، لانني احتاجها في إدارة
المواقف الصعبة والأزمات وتربية الأولاد ورعاية
القائد ثاني في المنزل، حينما أتفرغ لعملي.
ولا يرفض »احمد« 28 عاماً، مدرس، فكرة الزواج من فتأة رقيقة ولكنه في حاجة إلى زوجة قوية وشرسة تعامله بمنتهي القسوة
وتهتم ايضا بشؤون المنزل لذلك هي الأفضل عندي..
ويعاملها كذلك، لأنها تكون غالبا كريمة وعطوفا ولا تكون شرسة إلا عند الزوم وقد تتفق الفتيات مع رغبات أولئك البعض
من الذكور، حيث يرغبن رجل ضعيف لا حول له ولا قوة، وهذا ما أكدته الشابة هيا البـالغة من العمر 20 عاما، »أفضل الرجل ضعيف الشخصية حتى أسيطر عليه وأفرض عليه رأيي، لأن طبيعتي تميل إلى القوةوالإدارة والقيادة. أما لو تزوجت برجل قويفستكون الحياة بيننا جحيما« وهي تشترط في الرجل الذي يرتبط بها »أن يساعدنيفي دخول المطبخ وتربية الأولاد وأن يكون رأسي
في المنزل برأسه«.ويعتبر مصطفى24 عاما أن الزوجة
الرقيقة لا تقدم لزوجها سوى الكلمات
المعسولة. »وهذا أمر يدعو بطبيعته إلى الملل
فلابد من وجود زوجة قوية لحماية الأولاد والبيتخصوصا في هذا العصر الذي انتهت فيه الرومانسية وحلت محلها القوة. وكلي أمل في أن أرتبط بفتاة من هذا النوع.
إقرأ ايضا : ⏪ ما الذي شدك في شريك العمر ؟
إقرأ ايضا : ⏪ ما الذي شدك في شريك العمر ؟
الرجل الخائف :
وتقول سماح 22 سنة إن شريك
حياتها لابد أن يكون رجلا بمعنى الكلمة. »ولكن
لن اسمح له بالتحكم، وإصدار التعليمات العسكرية وإلا سوف أظهر له شخصية لم يكن يعرفها. فالرجولة الحقيقية في التفاهم، والزواج قسمة ونصيب«. تلك هي وجهات نظر لشباب لم يخوضوا غمار التجربة فماذا عن المتزوجين بزوجات متسلطات؟ ويقول (ن.م) (41 عاما) ، خاف من ذكر اسمه: »كنت أحلم منذ الصغر بفتاة قوية أنعم مها بعيشة سعيدة. ولكن الأمر اختلف بعد آن تزوجت فقد أصبحت زوجتي أكثر تسلطاً وبدأت تعاملني على أنها الرجل وأنا ست البيت، وتلاشت شخصيتي امامها وأصبحت انفذ أوامرها بلا نقاش وارعى الاولاد في حين تقوم هي باستقبال الضيوف وأداء الواجبات الاجتماعية.
ويقضي انور 35 موظف أوقاتاً طويلة في
العمل، »وزوجتي هي المسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة في البيت ولكن عندما أعود من عملى أتولى غسيل الملابس والأطباق وتجهيز الطعام، والحقيقة أنها لم تجرح کرامتي أمام الناس فأنا الرجل وهي السيدة. إلا أن الجيران يعرفون كل شيء فأنا الذي أنظف السلم، وأقف في المطبـخ. وكلها أيام وتنقضـي،والحمدلله على كل حال«.
طفل من الأطفال:
لو علم الشباب ما يقوله هؤلاء المتزوجون
لغيروا نظرتهم إلى شريكة أحلامهم، فالحب عاطفة سامية يجب أن لا تؤدي بصاحبها إلى حدفقدان الكرامة من أجل من يحب، فالعاطفة والذل لايجتمعان. ويقول الدكتور الأستاذ في كلية أصول الدين: »يجب أن تكون المرأة رقيقة وحنونا وعطوفا لأن الحياة الأسرية تحتاج إلى طرف واحد يتولى القيادة وهو الرجل ويقول المثل: »المركب الذي تتعدد رؤساؤه يغرق«. وقد أقر الإسلام مبدا القوامة للرجال، فقال تعالي في سورة النساء( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )صدق الله العظيم. النساء/ 34. وهکذا يجب أن يكون الرجل السوي الذي لا يرضى إلا أن يكون هو قائد الأسرة الأول. ومع ذلك فبعض الرجال يخطئون الاختيار ويرتبطون بأزواج متسلطات يتحكمن في مقادير الأمور ويسيرنها على حسب هواهن«. ويقول ان الاحصائيات تشير إلى أن 80٪ من الأسر السعيدة يقودها رجال.
فكيف لرجل أن يسمح لزوجته أن تقوم بمعاملته على أحد الأطفال«.
ويـرجـع هــذا التسلط إلى الزوجة الرجل لا يريد أن يجرح كرامة زوجته حتي تسير الحياة فتعتبر هي ضعفا منه.
ويرى الدكتور أستاذ علم النفس، أن الحياة الزوجية الناجحة لا يوجد فيها فرد اقوى من الآخر، أو شخصية تمحو شخصية، انما هي علاقة متزنة وشركة متعادلة لكل فرد، فيها نقاط ضعف وقوة وإذا حدث خطا وجب تقديم الاعتذار من المخطى سواء أكان الرجل أو المرأة. لكنه يقول إن المرأة في الغالب هي التي تبادر بالاعتذار نظرا لإحساسها المرهف الذي يشعرها بمسؤوليتها عند الخطأ ونشأتها في مجتمع شرقي تربي فيه الذكور على ألا يعتذروا للإناث«. ويؤكد الدكتور أن الاعتذار يدل على النضج النفسي والثقة والتسامح وبخاصة أن الرغبة عند الإنسان لها بعدان: جسمي ونفسي .
والبعد النفسي هو الأساس.