ما الذي شدك في شريك العمر للزواج ؟
شريك الحياة امرأة أو رجل، ينجذب كل منهما إلى الأخر بطريقة أو بأخرى هناك من يشده الجمال أو المظهر، وهناك من يبهره الجسد والعطر، مقابل من يهتم بشكل أكير بالحشمة والحياء وأسلوب الكلام۔
البعض يغريهم الشكل الخارجي وآخرون يجذبهم القالب....
*يقال إننا محاطون بحقول مغناطيسية، ندور
في داخلها وهي تطوقنا. هذه الحقول، تنبعث منها إشعاعات کيميائية سلبية وإيجابيّة، هي التي تحدد مسألة قبولنا الآخر أو نفورنا منه. إنما هذا لا يمنع لأن قصصا كثيرة بنيت علاقاتها، وارتبطت وتزوجت،
بمجرد أن شدها الشريك بنظرة واحدة إلى ما أحبته .
كثير من الأزواج انجذبوا إلى بعضهم جسد جميل، أو عطر ساحر، أو وجه مليح، أو حضور أو أسلوب تعامل، كانت هذه الإيماءات بمثابة، أول شيء يشدهم إلى بعضهم. فهل أول شيء هذا يختصر فعلا
المسافة بين اثنين وإذا كان ذلك مسلما به،
فما هو أول شيء شدك إلى شريك العمر؟
اليكم بعض القصص من هنا وهناك :
*إثارة
لايزال احمد صيدلاني يشعر بالإثارة التي
شعر بها مند خمسة أعوام، حين لفتت انتباهه فتاة،
كانت تسير على الرصيف المقابل للموقف الذي كان يركن سيارته فيه.
يتذكر قائلا : »ترجلت من سيارتي، لم أنظر إلى وجهها بل سمرت نظري في جسدها المتناسق وخطوتها الواثقة«. يضيف: »بدت لي كحورية خرجت للتو من البحر تتلمس المسير على اليابسة، أو كعارضة أزياء جديدة لم تعتد المشي تحت الأضواء بعد«. يضحك احمد، متابعا كلامه: »كانت مشيتها سليمة ومتناسقة الخطي، إلى أن أربكتها نظراتى المتلصّصة، فاختل توازنها وارتبكت خطواتها«. متابعا إنه لم يقترب من الفتاة ولم يتحدث إليها، »خوفا من أن تصدني، فبعدها
آن رأيت وجهها وهي تقترب، عزمت النية ستصبح شريكة عمري مهما كلفني الأمر«. يعلو صوت احمد متباهيا: »بطريقتي الخاصة عرفت كيف أصل إلى بيتها وأتقرب إلى أهلها وأتزوجها«. يقول: »لقد
انجبت لي ابنتين رائعتين، ومازالت تحافظ على جسد رشيق متناسق، ولم تزل جميلة ومثيرة، ومازلت أحبها«.
*دلال:
دلالها هو ما لفت انتباهي أولا. ببساطة شديدة،
يصرح أنور مهندس ميكانيكي لديه ولد، بهذا الكلام، معلقا: في الحقيقة، لم يعجبني دلالها من اللحظة الأولي، واعتقدت أنها تتصنعه«. يتوقف أنور فجأة عن متابعة كلامه، مرددا بصوت خافت
أتكلم عنها، باتت زوجتي بعد شهرين من ذلك اللقاء«. يبلع أنور ريقه متلعثما، وكانه يعترف بشي خطير: »لو عَلمت زوجتي بما أقوله ستعلق مشنقتي. يضيف: في الواقِع، من لا يعرفها عن قرب يعتقد
أنها متكلفة وتتصنع الدلع، لكنها ليست كذلك على الإطلاق، بل هي من النوع الناعم والحسّاس والمغناج وهذا ما أكدته لي سبعة أعوام من الزواج«.
*رونق
الشعر الأسود الطويل الذي كان يتمايل مع نسمات
الهواء العليل، وكأنه الحرير يلف وجهها الصبوح والجميل، هو ما أتذكره عندما رأيت زوجتي في المرة الأولى«. هكذا يصف حسن صاحب شركة متزوج منذ 15 عاما، لديه 3 أولاد، اللقاء الأول الذي
جمعه بشريكة عمره، يكمل حديثه وكأنه يُلقي أبياتا من الشعر. يقول: »جمالها يزداد توهَجا مع كل يوم من الزواج، فهي لم تتوقف يوما من إضافة الحلاوة والسحر إلى رونقها«. يتابع: »أقسم بأنني أشعر معها
دائما وكأنني تزوجت في الأمس. في الحقيقة، لا أدري إذا كنت أقول هذا لأني أحبها كثيرا، أو لكونها بالفعل، امرأة جميلة جدا ، لا بل رائعة«. بهدوء: »مازال جمال زوجتي يميزها إلى اليوم، ليس
عيبا أن أحب الجمال الخارجي، وأن يلفت انتباهي إلى درجة تدفعني إلى التقدم خطوة أولى صوب الفتاة، التي قدر الله سبحانه أن تكون زوجتي، لتلفت انتباهي لاحقا، إلى جمالها الداخلي الرائع.
إقرأ ايضا : ⏪ بخل ازواجهن حولهن الى مجرمات
إقرأ ايضا : ⏪ بخل ازواجهن حولهن الى مجرمات
*تأثير
ما إن سمعت مي صوت ذلك الرجل
وكلامه، ورأت شخصيته القوية، حتى قالت في نفسها : هذا هو الرجل الذي يملا العين ويستأهل أن تطمح إليه المرأة. ذلك التفكير، قادت مي إلى الارتباط بذلك الرجل، فأصبحت زوجته منذ ثلاثة وعشرين
عأما، أنجبت منه أربعة أولاد. تشرد مي في البعيد، ثم تقول: »كل شيء مازال على حاله، مرت السنون ذلك الرجل نافذ الشخصية، صاحب الكلام الجميل الذي يبرم رأسي ويؤثر في وفي أولاده
الحمد لله، أنشأنا معا عائلة جميلة ومحبة وبقيت زوجته المحبه .
*طيبة و طول
بالنسبة إلى فؤاد مهندس مدني
متزوج منذ ثلاثة أعوام، لديه ولدان، فإن »طيبتها التي كانت تعبر عنها وعن معدنها الأصيل في تعاملها مع الآخرين، هي التي لفتت انتباهي إليها في »صف الهندسة، الذي جمعنا معا منذ سنوات،. يبتسم فؤاد
وينهال لزوجته وبال المدح لانها التي تقف إلى جانبه.و يضيف: لقد خطبتها لمدة سنتين بعد تلك اللفتة التي قربتني إليها، وبعد التخرج تمت الخطبة وارتبطت بها. قبل أن يتابع فؤاد كلامه،
تسأله زوجته سعاد بكثير من الحياء: »ماذا لو تغيرت شخصيتي بعد زواجك بي؟ هل كنت لتتوقف عن حبي؟. يُجيبها زوجها جادا: »بالتأكيد أنا لن أتوقف عن حبك، فأنت زوجتى. لكن طيبتك مازالت هي هي يا حبيبتي«. تنظر اليه سعاد ونظرة الانتصار ترتسم على وجهها، معلقة: »إذاسألتم عما لفتني إلى فؤاد، فأقول، طوله. نعم، كان قوامه النحيل والطويل اول شيء جذبني إليه في الجامعة، وصادف أنه درس
معي »الهندسة«، فكان بيننا کلام فصداقة فغرام ومن ثم زواج«.
*طلة
من جهته، لم يتردد نور مستشار
قانوني متزوج منذ 15 عاما، ولديه 3 أولاد، للحظة واحدة في التصريح قائلا: »حين وقع نظري على تلك الفتاة، صاحبة الحديث الرصين والطلة اليهية والحضور القوي، قر رت أن اكلمها. يتذكر نور
وهو مغمض العينين: كانت المناسبة زفاف أحد الأقارب المشتركين، تحدثت إليها مطولا فأعحبت بها وبحديثها الممتع، وبدأت قصتنا العاطفية. عشرة أيام، كانت کافية لنور ليقصد منزل العروس التي
اختارها قلبه، ويطلبها من أهلها. يضيف: »مضت سنوات طويلة على زواجي بتلك الجميلة، وهي مازالت بهية وتملك الحضور الذي جذبني إليها، لم أخش يوماً أن تتغير أو تتبدل طباعها، فهي بالفطرة تملك هذه
المميزات التي أعشقها فيها، وبالتأكيد لن أستيقظ صباحا لأجدها قد تغيرت«.
*ثقة
لبوسي موظفة مصرف وأم لبنتين قصة
مختلفة قليلا عن الآخرين، تخبرها بكثير من الشوق إلى تلك الأيام، وبالتحديد إلى ما قبل عشرة أعوام تقول: »تعرفت إلى زوجي عن طريق صديقة، فقد كان الموضوع، مسألة تعارف عادية بين عائلتينا. وسبحان الله، ما إن رأيته، حتى شعرت بثقته القوية بنفسه ورأيتني أقول لنفسي، هذا الرجل يمكنني الاعتماد عليه، وبالتأكيد سوف يكون مستقبلي معه مشرفا و واعدا ما وعدت بوسي نفسها به تحقّق« كما تقول وتكمل: زواجنا الناجح والحمد لله، خير دليل على أن ما بحت
به لنفسي وقتها، اشعر بانه كان صائب و واقعيا، خصوصا حين
وبعد كل هذه السنين العشرة والألفة مع زوجي، أحبه أكثر فأكثره، تضيف متاثرة: »شعوري بفيض ثقته بنفسه يوم التقيته، ملأني ثقة به، مازالت تغمرني إلى اليوم.
*صورة
في مكان آخر، تنتظر ميسون، فتاة في ربيع
العمر، تنتظر دخول القفص الذهبي، على الجمر، تتنهد حالمة وهي تبوح: أول شيء خطيبي، وجهه الجميل. فهو باختصار يجسد صورة
الرجل الوسيم«. تحمر ميسون خجلا، تركز نظرها تتابع: »اكتشفت بعد أن تعرفت إليه عن كثب، أنه رجل بكل معنى الكلمة لديه أسلوب راق
في التعامل مع الآخرين، كما أنه يعتمد على نفسه أولا وأخيرا، وهذا أمر أجله فيه وأحترمه،. هذه الصورة التي ترسمها ميسون عن الرجل الذي تلبس خاتمه في أصبع يدها اليمني، لا تخشي عليها من الاهتز از
حين تنقل خاتمه إلى إصبعها في اليد اليسري، تلفت: طباع خطيبي الجميلة هذه، قد تنقلب إلى بشعة بعد الزواج، لكني أبعد هذه الأفكار
عن رأسي، لأني أثق به وأحبه ومتأكدة من أن من لديه
أحيانا يخطر في بالي ان شخصيته لن يتغير مطلقا.
*انطباع
اختبار آخر، أكثر واقعية، تصرح فادية متزوجة منذ 16 عاما. لديها 3 أولاد قائلة: أنا أيضا لفتني وجه زوجي الجميل، وشكله الحلو،
وأجزم أن الانطباع الأولي، هو الذي قرب المسافة بيننا يومها. إلا أن هذا الكلام عن الشكل الجميل، بات له تفسير آخر عند فادية، بعد مرور أعوام على زواجها، خصوصا عندما تعلن: »لقد تغير شكل زوجي
اليوم وكذلك تغير شكلي أنا شخصيا. ما تبقى لنا اليوم هو حبنا لبعض وجمال عشرتنا الثابتة والقوية إضافة إلى التناغم الأسري. والتفاهم الذي ينجح الزواج في أي ظروفه يمر بها مهما كانت صعبة وحرجة«
*بعد نفسي
في تعليقها على الموضوع، تشير أستاذة علم النفس
الإكلينيكي إلى أن »أول ما يلفت انتباه المرء إلى الجنس الثاني، يختلف بين شخص وآخر. فهناك من يلفته الشكل، أو المظهر، أو الجمال، أو العطر، أو الشخصية، أو حتى لون الشعر والبشرة. بينما هنالك آخر لا ينجذب إلى الجنس الثاني إلا بعد أن يفهم شخصيته بشكل معمق«.وفي هذا الإطار، توضح الدكتورة، أن هناك أيضا اختلافا بين ما يلفت الرجل وتلك الأمور تلفت المرأة. فالرجل، بحسب مستواه العقلي، يترکز انجذابه على الرغبات والجمال الجسدي، كما يطغي الانجذاب الجنسي على تفكیره أكثر المرأة. في حين أنّ الأخيرة، نراها لا تنجذب بالمعنى الحقيقي من النظرة الأولي، بل تأخذ وقتها لتقبل
الطرف الآخر، لأنها ببساطة تعتمد على عاطفتها في ذلك، بمعنى آخر هي تحتاج إلى وقت، ليعبر لها هذا الشخص عن عاطفته. وبالتأكيد نحن هنا لا تكلم عن علاقة حب جادّة بين الرجل والمرأة، بل عن مسألة
انجذاب وإعجاب نتيجة اللقاء الأول بينهما«. وردا على سؤال حول ما إذا كان ما يشد المرأة أو الرجل إلى الطرف الثاني، بداية لعلاقة أو ارتباط؟ و أحيانا يؤدي الأمر إلى بداية علاقة، وأحيانا أخرى لا يؤدي إلى شيء. فالانجذاب نتيجة اللقاء الأول يتوقف غالبا على
اعتباره مجرد انجذاب عابر، حيث إن لكل شخص معايير خاصة به في موضوع تكوين عائلة، على الرغم من شدّة التأثر بالانطباع الأول في أحيان كثيرة«. ومن الناحية النفسيّة، تلفت الدكتورة إلى أنه »من
الطبيعي أن يكون للانطباع الأول بعد نفسي، ولكن ليس بالضرورة أن تكون له استمرارية، أو أن يؤدي إلى الزواج. فالواقع يحتم الاستناد إلى معايير يرتبط بها كل فرد كما أشرنا. وهذه المعاير تحفز على الارتباط أو العكس وأهمها: دراسة شخصية الآخر من الناحية
الدينية والاجتماعية والتكافئية والأخلاقية. وبعد القيام بهذه الدراسة الشاملة، يأتي اللقاء، بالتالي يكون القبول بالاخر او النفور منه، ومن ثم اتخاذ القرار بالارتباط او العكس .
*الانطباع الاول خاطئ
اما في الشق المرتبط بحسن المظهر الاجتماعي
فيعرب استاذ الاتكيت والبروتوكول الدولي عن قناعته بان اول ما يلفت المرء الى الجنس الآخر يترسخ في ذهنه في فترة تتراوح من 6 ثوان إلى 20 ثانية«. يقول: »إذا كان المرء مجتهدا على نفسه، فإنه ينجح في ترك اثر طيب في الأخر خلال هذه الثواني المعدودات، وإلا يكون قد فوت عليه فرصة قبول الآخر له«. أهم الصفات التي تلفت الإنسان إلى الآخر يحددها بالأتي: »الملابس الأنيقة أو المظهر بشكل عام، واستعداد هذا الإنسان بشكل حسن، لترك أثر إيجابي في الآخرين، كل
على أجناسهم(. يضيف: »كما أنه يعكس من خلال كلامه، ما يكمن في داخله. فمثلا بدل أن يتباهي بشهاداته وثقافته ومستواه التعليمي
العالي، يمكنه أن يجعل أسلوب حديثه يتفوق في هذا التعبير، ليحكم عليه الناس جيدا، ويكون مثالا يحتذى أما عن العيوب التي تجعل المرء ينفر من الجنس الآخر، فيذكر أن أولها الملابس غير المرتبة، وعدم الاهتمام بالمظهر والشكل، وغياب الابتسامة ليحل مكانها الوجه المتجهم، دائم العبوس والتكشيرة، ما يدفعنا إلى أن نردد تلقائيا عبارة »أعوذ بالله«، بسبب الإحساس بالتشاؤم الذي يتركه فينا. كما يشير إلى أن »أسلوب الحديث السلبي غير مرغوب من الناس، إضافة إلى أن الشخصية السوداوية منفرة بطبعها. ويوضح الدكتور أن »للتحية أثرها الكبير أيضا في نفوس الناس. فهي وسيلة معتمدة للتعبير عن شيئين في أن معا وهما: التحية والاحترام، فإذا تمت المصافحة من دون مبالاة المصافح، يكون صاحبها قد حيا من صافحه ولكنه لم يقدم له الاحترام وبالتالی فان مصافحته ناقصة ومكشوفة، ما يعني أن
الانطباع الأول الذي تركه سلبي«. وفي ختام حديثه، يشير إلى أن »أول ما يشد في النظرة الأولـى إلى الاخر، قد يولد القبول
في نفس الناظر، ولكن التعرف إلى الآخر يبقي هو الأساس. فالانطباع الأول قد يكون في الغالب خاطئا. و يجب ألا نحكم ظلما على الناس، قبل النظر إلى داخلهم«. ويؤكد أنه إذا استطاع الإنسان أن يوفق
بين الجمال الخارجي والجمال الداخلي، في لوحة متناسقة واحدة، ستكون هذه اللوحة قمة الجمال والروعة. من دون أن ننسى أن الجميل داخليا، ينعكس جماله على وجهه لا محالة.